الأحمر يكتب ملحمة تاريخية بالعودة من 0-3 إلى 3-3
في واحدة من أروع المباريات في تاريخ الكرة السعودية، نجح نادي الأهلي السعودي في تحقيق عودة أسطورية أمام غريمه التقليدي الهلال، بعد أن كان متأخراً بثلاثة أهداف نظيفة، ليختتم اللقاء بتعادل مثير 3-3 في ملعب الإنماء ضمن منافسات الدوري السعودي.
سيناريو درامي في 14 دقيقة من الإثارة الخالصة
الأهلي أثبت مرة أخرى أنه فريق لا يستسلم أبداً، حيث سجل ثلاثة أهداف في آخر 14 دقيقة من عمر المباراة، في مشهد يُحفر بأحرف من ذهب في سجلات الكرة السعودية. هذا الانتصار المعنوي يحمل توقيع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي الذي نجح في إعادة تحفيز لاعبيه بعد موقف بدا مستحيلاً.
الهلال يهيمن في الشوط الأول
بدأ الهلال المباراة بقوة تحت قيادة مدربه الألماني ماتياس يايسله، حيث افتتح التسجيل مبكراً عبر المدافع الفرنسي ثيو هيرنانديز في الدقيقة 12 من تمريرة محكمة من مالكوم.
مالكوم البرازيلي كان نجم الشوط الأول بلا منازع، مضيفاً هدفين رائعين في الدقيقتين 24 و41. الهدف الأول جاء بتمريرة ذكية من الأوروغواياني داروين نونيز، بينما الثاني حمل بصمة القائد سالم الدوسري.
تشكيلتان نجميتان في مواجهة القمة
تشكيلة الأهلي:
اعتمد إنزاغي على الحارس السنغالي إدوارد ميندي، أمام خط دفاع ضم روجر إيبانيز ومريح ديميرال وعلي مجرشي وزكريا هوساوي. في الوسط لعب زياد الجهني وفرانك كيسيه وماتيوس غونزالفيس وإينزو ميو، بينما قاد الهجوم رياض محرز وإيفان توني.
تشكيلة الهلال:
دفع يايسله بـياسين بونو في المرمى، خلف دفاع مكون من كاليدو كوليبالي وحسان تمبكتي وحمد اليامي وثيو هيرنانديز. الوسط شهد مشاركة روبن نيفيز وناصر الدوسري وسيرجي سافيتش والقائد سالم الدوسري ومالكوم، مع داروين نونيز في المقدمة.
الشوط الثاني: بداية الأمل والعودة التاريخية
بونو يتألق والإصابات تؤثر على المجريات
استهل الأهلي الشوط الثاني بضغط هجومي متواصل، لكن ياسين بونو تصدى ببراعة لكل المحاولات الأهلاوية. في المقابل، اضطر إنزاغي لاستبدال مالكوم بـعلي لاجامي بسبب الإصابة.
التغييرات التكتيكية تُثمر أخيراً
في الدقيقة 64، أجرى يايسله ثلاثة تبديلات جماعية، دافعاً بـصالح أبو الشامات وفراس البريكان وعبدالإله الخيبري بدلاً من هوساوي والجهني وغونزالفيس.
المعجزة تبدأ: ثلاثة أهداف في 13 دقيقة
الهدف الأول (الدقيقة 78):
إيفان توني افتتح مسيرة العودة الأسطورية بهدف رائع بالكعب، مستغلاً عرضية متقنة من فراس البريكان من الجانب الأيسر، متغلباً على مراقبة كوليبالي.
الهدف الثاني (الدقيقة 87):
رياض محرز قدم عرضية ساحرة استقبلها توني برأسه بمهارة عالية، مقلصاً الفارق إلى هدف واحد فقط، ومشعلاً شرارة الأمل في نفوس الجماهير الأهلاوية.
هدف التعادل القاتل (الدقيقة 91):
في لحظة جنون خالص، نجح المدافع التركي مريح ديميرال في تحقيق المستحيل، مسجلاً هدف التعادل برأسية محكمة من ركنية نفذها محرز بإتقان، ليكتمل السيناريو الخيالي.
لحظات حاسمة غيّرت مجرى التاريخ
المباراة شهدت لحظات درامية عديدة، منها اصطدام تسديدة سافيتش بالعارضة، وتألق بونو المتواصل، وخروج جماهير الأهلي من المدرجات قبل أن يعودوا مسرعين عند سماع أخبار الأهداف الثلاثة.
خلاصة مباراة تاريخية
تحت إدارة الحكم الإيراني علي رضا فغاني، انتهت قمة الجولة بتعادل مثير 3-3، في مباراة ستبقى محفورة في ذاكرة عشاق الكرة السعودية. الأهلي أثبت مرة أخرى أنه فريق المعجزات والعودات التاريخية، بينما الهلال رغم الأداء المميز في معظم أجزاء اللقاء، تعلم درساً قاسياً في عدم الاستهانة بالخصم مهما كان الفارق.
هذا التعادل يُضاف إلى سجل المواجهات الكلاسيكية بين العملاقين، ويؤكد أن الأهلي فعلاً “لا يعرف المستحيل”، كما أن شعار “عزنا بطبعنا” ترجم على أرض الواقع بأروع صوره.