نصير مزراوي: الإيمان مصدر قوتي وحلم التتويج الأفريقي يراودني

نجم مانشستر يونايتد المغربي يكشف أسرار تألقه ويتطلع لكأس أمم أفريقيا

كشف الدولي المغربي **نصير مزراوي**، نجم الجانب الأيمن في صفوف عملاق الكرة الإنجليزية مانشستر يونايتد، عن تفاصيل مثيرة حول تجربته الأولى في معقل “المسرح الأحلام”، مسلطاً الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الإيمان في مسيرته المهنية، إلى جانب طموحاته الكبيرة لحصد لقب كأس الأمم الأفريقية القادمة.

## رحلة استثنائية في الدوري الإنجليزي الممتاز

خلال حديث شيق أجرته معه صحيفة “ذا ناشيونال” البريطانية، استعرض **مزراوي** تجربته الثرية مع الشياطين الحمر، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في أدائه ومشاركاته. فقد نجح اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً في ترك بصمة واضحة منذ انضمامه للفريق قادماً من بايرن ميونخ الألماني في صيف 2024.

وحقق **الأسد الأطلسي** رقماً قياسياً شخصياً بخوض 57 مواجهة في موسمه الافتتاحي، متجاوزاً أي إنجاز سابق في مسيرته الكروية. هذا الأداء المتميز جعل خبراء النادي يصفونه بأنه “الصفقة الذهبية” التي أبرمها مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة.

## تحديات التكيف مع الطابع الإنجليزي

أشار **مزراوي** إلى التحديات الفريدة التي واجهها في الدوري الإنجليزي، قائلاً: “تجربتي الشخصية كانت مرضية للغاية. تمكنت من المحافظة على جاهزيتي البدنية والمشاركة بكثافة عالية. الدوري الإنجليزي يتطلب قدرات بدنية استثنائية، خاصة مع غياب الاستراحة الشتوية، مما يجعل إيقاع المنافسات محتدماً طوال الموسم.”

وأضاف النجم المغربي: “في البطولات الأخرى، تشعر مع حلول نهاية نوفمبر بحاجة جسدك للراحة، بينما في إنجلترا تتواصل المواجهات بوتيرة مكثفة. فترتا ديسمبر ويناير كانتا بمثابة اختبار حقيقي، لكنهما ساهمتا في تطوير قدرتي على التأقلم.”

## بداية سريعة وإنجاز أوروبي

رغم التحديات، أكد **مزراوي** على سرعة اندماجه مع أجواء النادي: “لم أحتج لفترة طويلة للتأقلم مع البيئة الجديدة. شعرت بالانتماء منذ اللحظات الأولى، وتمكنت من بلوغ أول نهائي أوروبي في مسيرتي. رغم عدم تحقيق اللقب، إلا أن الوصول لهذه المرحلة كان محطة مهمة.”

## ضغوط النادي العالمي

تطرق النجم المغربي لموضوع الضغوط المحيطة بمانشستر يونايتد، موضحاً: “مانشستر يونايتد ليس مجرد نادٍ كبير، بل مؤسسة عالمية. الجميع يراقب كل تحركاتنا وهناك اهتمام جماهيري هائل. الضغط النفسي حقيقة يومية نعيشها.”

وقارن **مزراوي** تجربته مع الأندية السابقة: “خضت تجارب مع أياكس وبايرن ميونخ، وهما ناديان عريقان أيضاً. لكن مع يونايتد، المستوى مختلف تماماً. التأثير لا يقتصر على مدينة أو دولة واحدة، بل يمتد عبر القارات – من الهند إلى أمريكا وإفريقيا.”

## علاقات تدريبية متنوعة

بخصوص تجربته مع المدربين، اعترف **مزراوي** بصعوبة رحيل إريك تن هاغ، المدرب الذي كان سبباً رئيسياً في انتقاله: “كان الأمر شاقاً نفسياً. انضممت للنادي من أجل المشروع والمدرب معاً. تعاوننا بنجاح في أياكس، وكان له دور مباشر في اختياري ليونايتد. شعرت بالمسؤولية تجاه رحيله، لأن مستوى اللاعبين هو ما يضمن استمرارية المدرب.”

أما عن المدرب الحالي روبن أموريم، فأشاد به قائلاً: “شخصية استثنائية ومدرب متميز. أستمتع بالعمل تحت قيادته لأن مبادئه تتماشى مع قناعاتي. يتميز بالصراحة والوضوح، حتى لو كانت كلماته حادة أحياناً، لكنها دائماً صادقة، وأنا أقدر هذا النوع من التعامل المباشر.”

## الإيمان كمحرك أساسي

في جانب شخصي عميق، أكد **مزراوي** على الأهمية البالغة للإيمان في حياته: “إيماني يشكل محور وجودي. خلال شهر رمضان، أؤدي بنفس المستوى كأي شهر آخر، فقط بدون تناول الطعام أو الشراب. لا مجال للأعذار. أعتقد جازماً أن الإيمان يمدني بالطاقة اللازمة لتخطي كافة العقبات.”

## طموحات أفريقية كبيرة

بشأن المنتخب الوطني المغربي وكأس أمم أفريقيا المقبلة، عبر **مزراوي** عن تفاؤله الكبير: “سنشهد حدثاً استثنائياً. لم نحرز البطولة منذ فترة مديدة، لكننا نمتلك تشكيلة متميزة وطاقماً فنياً من الطراز الرفيع. التطلعات مرتفعة والضغوط حاضرة، لكننا جاهزون للتحدي.”

وأضاف حول استعدادات المغرب لاستضافة البطولة: “الاتحاد المغربي يعمل بجد لتقديم نسخة مميزة من البطولة، مع إنشاء منشآت رياضية حديثة تليق بحجم الحدث. نتطلع لأن تكون كأس أفريقيا بوابة مثالية نحو استضافة مونديال 2030.”

## الحياة في مانشستر

ختم **مزراوي** حديثه بالإشارة إلى اندماجه في الحياة البريطانية: “أشعر بارتياح كبير في مانشستر. تذكرني بالمناطق التي ترعرعت فيها في هولندا. الطقس المتغير لا يزعجني لأنني اعتدت عليه. رغم وصولي قبل عام واحد فقط، أشعر وكأنني مقيم هنا منذ سنوات طويلة.”