أسود الأطلس تحجز مقعدها في نهائيات كأس العالم القادمة للمرة السابعة في تاريخها
حقق المنتخب المغربي إنجازًا جديدًا بضمان تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، وذلك عقب انتصاره الكبير على منتخب النيجر بخمسة أهداف مقابل لا شيء، في إطار الجولة السابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال.
يُعتبر هذا التأهل الثالث المتتالي لأسود الأطلس، والسابع في مسيرتها التاريخية، حيث استطاعت كتيبة المدرب وليد الركراكي أن تحافظ على صدارة مجموعتها الخامسة برصيد مثالي من 18 نقطة، متفوقة بفارق كبير على أقرب منافسيها.
مباراة الحسم أمام النيجر
شهد اللقاء انطلاقة قوية من المنتخب المغربي، حيث تمكن إسماعيل صيباري من هز الشباك مرتين في الدقيقتين 29 و38، قبل أن يُضيف أيوب الكعبي الهدف الثالث في الدقيقة 51. واكتمل العقد بأهداف حمزة إكمان وعز الدين أوناحي في الدقيقتين 69 و85.
هذا الانتصار الكبير جمّد رصيد النيجر عند 6 نقاط، مؤكدًا التفوق الواضح للمنتخب المغربي في هذه التصفيات.
تحليل أداء براهيم دياز: بين القوة والضعف
اختار المدرب وليد الركراكي الاعتماد على نجم ريال مدريد براهيم دياز ضمن التشكيل الأساسي، في تكوين شهد بعض التعديلات مع جلوس أسماء مؤثرة مثل جواد الياميق وبلال الخنوس على مقاعد البدلاء.
كان لافتًا أن دفاع النيجر تعامل بذكاء مع براهيم دياز، مستغلًا المعلومات المتاحة عن طبيعة لعبه في المساحات الضيقة. فقد عمل الفريق النيجري على سد الممرات أمام الجناح المغربي ومنعه من الوصول للمناطق الخطرة.
استراتيجية دياز الهجومية محل تساؤل
رغم تمركزه على الطرف الأيمن ضمن خطة 4-1-4-1، فضّل براهيم اللعب كصانع ألعاب من العمق، مما أتاح مساحات أكبر لأشرف حكيمي للتقدم من الخلف والمشاركة الهجومية بفعالية.
لكن الأمر المثير للجدل كان إحجام دياز عن المحاولات التهديفية، حتى في المواقف التي كانت تستدعي ذلك. ففي الدقيقتين 74 و75، امتلك اللاعب فرصًا ذهبية داخل منطقة الجزاء، لكنه آثر التمرير بدلًا من التصويب، مما أثار تساؤلات حول فلسفته اللعبية.
الإحصائيات تكشف طبيعة مساهمته
خلال 77 دقيقة من اللعب، لم يُسجل براهيم دياز أي محاولة تسديد، لكنه نجح في تنفيذ 44 تمريرة صحيحة من أصل 46 محاولة، بالإضافة إلى تمريرتين مفتاحيتين، مما يُظهر دوره الأساسي في بناء اللعب.
كان أبرز ما قدمه دياز هو تفاهمه مع أشرف حكيمي، والذي تُوج بفرصة واعدة في الدقيقة 43، عندما مرر الكرة لنجم باريس سان جيرمان الذي سدد داخل المنطقة قبل أن يتصدى الحارس للكرة.
خلاصة الأداء
بينما لم يكن براهيم دياز الأبرز في المباراة، إلا أن مساهمته في صناعة اللعب وربط الخطوط كانت واضحة. تميزت تمريراته القصيرة بالدقة والذكاء التكتيكي، وإن كان غياب الجانب التهديفي من أدائه يطرح تساؤلات حول استغلاله الأمثل لقدراته الهجومية.
يبقى المغرب قد حقق هدفه الأساسي بالتأهل لمونديال 2026، مؤكدًا مكانته بين القوى الإفريقية الصاعدة في كرة القدم العالمية.
