الفطنة التكتيكية والتأقلم السريع.. أسرار تألق نايف أكرد
كشف الخبير التقني ناصر لارغيت، الذي يشغل منصب المدير الفني بالاتحاد السعودي لكرة القدم، عن الخصائص المميزة التي جعلت من النجم المغربي نايف أكرد واحداً من أبرز المواهب في الساحة الكروية، خاصة بعد انضمامه مؤخراً لصفوف أولمبيك مارسيليا.
خلال تصريحاته لجريدة “La Provence” الفرنسية، أشاد لارغيت – الذي تولى سابقاً إدارة مركز تدريب مارسيليا – بالقدرات الاستثنائية لأكرد، مؤكداً أن تفوقه لا ينحصر في الجوانب الجسمانية فحسب، بل يمتد ليشمل الذكاء اللعبي والمرونة التكتيكية.
قرار محسوب وليس عشوائياً
أوضح الإطار المغربي أن تحويل أكرد من خط الوسط إلى الدفاع جاء نتيجة تخطيط مدروس وفهم عميق لمتطلبات كل مركز. وعلق قائلاً: “انتقاله للخط الخلفي لم يأتِ عن طريق الصدفة، بل كان نتاج رؤية تكتيكية واضحة وإدراك لنقاط قوته الشخصية. لاحظنا أنه يفضل التراجع للمنطقة الدفاعية تلقائياً خلال التمارين التطبيقية، وهذا يدل على حس كروي متطور”.
إدراك مبكر للواقع التنافسي
نقل لارغيت تصريحاً مهماً لأكرد يوضح فيه فلسفته: “أدركت أن تمريراتي البعيدة المدى لن تحقق الأثر المطلوب وسط زحام الوسط وضيق المساحات، لذلك قررت التراجع للخلف حيث يمكنني استغلال هذه المهارة بشكل أمثل”.
هذا التفكير الاستراتيجي في سن مبكرة، بحسب لارغيت، يعكس نضجاً كروياً مبكراً وبصيرة في التخطيط للمستقبل المهني، خاصة ضمن بيئة أكاديمية شديدة التنافس.
موهبة في قراءة اللعب
سلط الخبير المغربي الضوء على قدرة أكرد الفريدة في تحليل أداء زملائه وفهم ديناميكية المباراة. وأضاف: “منذ أشهره الأولى بالأكاديمية، أظهر وعياً بأن منطقة الوسط تضم مواهب متقدمة، بعضهم أكبر منه عمراً. هذه الملاحظة الذكية ساعدته على اتخاذ خيارات صائبة لمساره”.
وتابع: “صحيح أن نايف لا يملك سرعة خارقة، لكنه نادراً ما يقع في فخ المفاجآت التكتيكية. تعويضه لهذا النقص يأتي من خلال التموقع المثالي والفهم العميق لخطط اللعب”.
الجدير بالذكر أن اللاعب المغربي البالغ 29 عاماً التحق بأولمبيك مارسيليا في فترة الانتقالات الصيفية 2025، قادماً من وست هام الإنجليزي، وأبرم تعاقداً يستمر حتى موسم 2030.